الانغراس الجنيني

انغراس الجنين داخل الرحم – 6

أهلا أصدقائي.

وها قد جاء موعدنا مع القصة السادسة من قصص علم الأجنة، والتي تتضمن طريقة تعلق الجنين وانغراسه داخل بطانة الرحم (Implantation).

استعداد الرحم لاستقبال الجنين

الجنين يبدأ رحلته في قناة فالوب من الزيجوت حتى يصل إلى مرحلة العلقة (Blastocyst) وبعدها ينتقل إلى الرحم لينغرس داخله، ولكن!! لا ينغرس الجنين في بطانة الرحم إلا عندما تكون في أوج الإستعداد لاستقباله، فكيف تستعد بطانة الرحم لاستقبال الجنين؟

بطانة الرحم هو التركيب المهم في الرحم حيث تتهيئ هرمونيًا لاستقبال الجنين؛ فكما تحدثنا سابقًا عن الدورة الشهرية لدى الإناث فهناك في نصف الدورة الأول بعد تكوين حويصلة جراف، تٌفرز هذه الحويصلة هرموناً مهماً يسمى الإستروجين وهذا الهرمون لديه مهمة تكوين بطانة الرحم الجديدة عوضًا عن التي خرجت أثناء النزيف” Menstruation”.

بعد عملية التبويض تتحول حويصلة جراف إلى الجسم الأصفر الذي يقوم بإفراز هرمون يسمى بهرمون البروجسترون والذي يعمل على تهيئة بطانة الرحم الجديدة لاستقبال الجنين من زيادة سمك البطانة إلى تكوين المستقبلات البروتينية التي ستتحد مع الجنين.

مراحل انغراس الأجنة

في اليوم الخامس بعد الإخصاب يقوم الجنين بعملية الانغراس Implantation داخل بطانة الرحم وهذه العملية مُركبة حيث تعتبر حديث متبادل بين الجنين والرحم وتسمى Cross talking، وعلى ذلك يحدث تهيئة للرحم على أربع مراحل:

1- مرحلة التقارب (Apposition): يحدث فيها تقارب الجنين بعد أن يخرج من الطبقة البروتينية المخاطية (Zona pellucida) مع الغشاء المبطن لبطانة الرحم.

2- مرحلة الاتصال (Adhesion/Attachment): يحدث فيها اتصال البروتينات الموجودة على جدار الجنين بالمستقبلات التابعة لها الموجودة على الغشاء المبطن لبطانة الرحم.

3- مرحلة الانغراس (Invasion/Penetration): يحدث فيها إختراق الجنين لبطانة الرحم عن طريق إفراز إنزيم مُحلِل (Proteolytic enzyme)، والذي يقوم بتحليل الخلايا لتسهيل إختراق الجنين لبطانة الرحم، وبعدها يدخل الجنين بالكامل داخل بطانة الرحم ويقوم بإفراز مادة تسد الفتحة التي دخل منها (Plug).

اختراق بطانة الرحم
منظر2: انغراس العلقة في بطانة الرحم

4- مرحلة التحول الخلوي (Decidualization): يحدث فيها تحول الخلايا الموجودة في بطانة الرحم (Stromal cells) إلى خلايا جديدة متساقطة (Decidual cells)، وهي ذات أهمية في تخزين المواد التي يحتاجها الجنين مثل الأحماض الأمينية والجليكوجين وغيرها.

أثناء انغراس الجنين داخل الرحم، يحدث أيضًا تغييرات في الجنين نفسه، حيث تتكون الجسترولا بتكوين الطبقات الجرثومية داخل الطبقة الداخلية (Inner ell mass)، وهي: الاندوديرم والاكتوديرم والميزوديرم، وهي الطبقات المسئولة عن تكوين كل ما يوجد داخل الجنين..

وفي نفس الوقت، تقوم الطبقة الخارجية (Trophectoderm) للتحول إلى طبقة الأرومة الغاذية الخلوية (Cytotrophoblast layer)، والتي تكمن أهميتها في إنشاء الجزء الجنيني المشيمي (Syncytiotrophoblast layer).

وبهذا القدر انتهينا من قصتنا اليوم، وعلى موعد مع قصة جديدة الأسبوع القادم في نفس الموعد بإذن الله تعالى؛ والتي ستشمل المراحل المتقدمة لما بعد الانغراس مباشرة …

انتظروني

بقلم د. أحمد سعيد، دكتور علم الأجنة

اترك تعليقاً

انتقل إلى أعلى