سباق الطبيعة وتكنواوجيا النانو - 4

سباق الطبيعة وتكنولوجيا النانو – 4

الحلقة الرابعة : سباق الطبيعة وتكنولوجيا النانو 

حلقة خاصة ضيف الشرف الكربون المعجزة

يوم العرض قد حان إنه اليوم الموعود لعرض البحث الذي طلبه المعلم من جميع الطلاب بعد أن تم تأجيله السبوع السابق؛ لإعطاء فرصة إضافية للطلاب الغير جاهزين.

صديقنا أحمد مستعدٌ الآن يقف موقف المعلم ليشرح لتلاميذه كما طلب منه المعلم، بدأ أحمد حديثه قائلًا: “أصدقائي أنا ناقل للعلم الآن لكن مستقبلًا سأكون باحثًا كيميائيًا” جذبت عبارته الأذهان والأسماع ولم يسخر منه أحد، حتى أن الابتسامة رسمت تلقائيًا على وجه المعلم ولم ينبث ببنت شفه من شدة فخره.

قال أحمد: “أصدقائي سأروي لكم قصة مثيرة للغاية… 

   في أحد الأيام قررت شركة للصناعات التكنولوجية الحديثة أن تجرى بعض الاختبارات على الموظفين العاملين لديها؛ وذلك بدافع مراقبة الأداء والتطوير، وفوجئت أن كثير من الموظفين المختصين بصناعة الأنابيب الكربونية فائقة القدرة بحاجة إلى تدريب، بالإضافة إلى قسم المواد الأولية؛ الذي لطالما يفتقر إلي  تقدير أهمية الكربون المستخدم في الصناعات.

    فقررت الشركة عمل تدريب يشمل كل العاملين في القطاع وذهل الجميع عند معرفة من هو المدرب، لن تصدق هذا نعم إنه  الأستاذ كربون بشحمه ولحمه، مسؤول قسم الصناعات العضوية.

     من هو كربون؟ يطلق عليه المعجزة، لديه إمكانيات ومزايا لا حصر لها، له تاريخ حافل بالاكتشافات التي لطالما ساهمت في فهم الكثير من المواد وتركت أثر في الحاضر، رمزه C و لديه أربعة مساعدين مسؤولين عن القيام بكافة أعماله، ويسكن في الطابق الثاني في البناية الرابعة عشر في مقاطعة يطلق عليها اسم الجدول  الدوري، لا تتعجب يا صديقي! فأنا من أشد المعجبين بهذه الشخصية الغامضة.

    دخل الآن المدرب وفى يديه قائمة طويلة، على ما يبدو أنها المادة التدريبية لليوم، ثم نظر صاحب الشركة إلى المتدربين وقال: “لا تخافوا بل تحمسوا فقد أعد لكم أستاذ كربون مادة لا تخلو من أي ثغرة، ابتداءً من التعرف على صفات الكربون، مرورا بالتعرف على سبب التفكير في صناعة الأنابيب الكربونية وآثارها في المستقبل، يبدو أنها محاضرة دسمة”، فضحك المتواجدون داخل القاعة.

    بدأ أستاذ كربون المحاضرة بسؤال دائما ما يسأله في تدريباته،  ماذا تعرفون عني؟ صمت رهيب الكل يفكر وينتقى كلماته فهذا ليس بسؤال هين، أنت تقف أمام من لديه الإجابة الأصلية، ضحك أستاذ كربون وقال: “أعلم أنكم تعرفون الإجابة التي يعلمها الجميع ولكن أنا أريد إجابة معينة لذلك أنا هنا”. 

     وقد أكمل: ” أعلم أنكم تعرفون أنني أعمل مع صديقي الهيدروجين، حيث أننا نشكل فريقًا رائعًا بالإضافة للأكسجين والنيتروجين، والكبريت، فنحن أساس الصناعات العضوية في هذه الشركة، ولكن أنا لا أريد هذه الإجابة ” كان أحمد يسأل أيضًا ومن قوة أسلوبه في التعبير انسجم زملائه في أحداث القصة ولم يجبه أحد.

    انتظر برهة ثم أكمل: “إن عائلة الكربون تتميز بالترابط، حيث يمكن للأفراد الكربونية أن ترتبط مع بعضها البعض، لتشكل سلاسل أعمال طويلة ومرنة يطلق عليها اسم  البوليمرات، حيث يمكن لكل فرد كربوني الارتباط مع أربعة أفراد أخرين وذلك؛  نتيجةً لوجود أربعة مساعدين مسؤولين عن غلافه الخارجي، كما يمكنها الارتباط بثبات مع عدد أقل من الأفراد، عن طريق تكوين روابط و علاقات ثنائية وثلاثية”.

     فاستأذن  أحد المتدربين للتحدث وقال: “الآن فهمت لماذا استعانت الشركة بالكربون ولم تستعن بالصلب”. فتبسم الكربون وأكمل: “لكلا منا صفاته المميزة التي تظهر في صناعات مختلفة مما يجعل الشركة أكثر إنجازًا ومتعددة الصفات”.   

    ثم أردف: ” أن لي صفات نانوية، تظهر في قدرتي الفائقة على التوصيل للكهرباء والحرارة، وارتباطي  السلس بالبروتين لدى  أجهزة الاستشعار البيولوجية إن لي ذكريات مع هذه الأجهزة فكنت الشخص القائم على المشروع  إن اختفيت تقوم فوضى أشبه بفوضى الحروب”، فضحك كل من في القاعة أخطأوا كثيرًا عندما ظنوا أنه متكبر، لكن في الحقيقة أدركوا أنهم لم يكونوا مقدرين لمكانة معلمهم.

     ثم أكمل حديثه موضحًا: “لذلك استعان بي العلماء لتحقيق حلم استخدام الأسلاك المصنوعة من أنابيب الكربون النانوية في عمل مصاعد الفضاء، عرفتم الآن أهمية ما تصنعوا وما تستخدموا؟”. 

    ثم أنهى كلامه بعبارة لازالت عالقة في ذهني “تخيل ماذا سيحدث إذا تم صنع مصاعد من الأرض إلى الفضاء؟” ووقف الجميع احترامًا لهذه الشخصية العظيمة، واستمتع الجميع وعرفوا قيمة عملهم وعزموا على تقديم أفضل ما عندهم.

صفق الطلاب والمعلم بحرارة لأحمد لكنه قاطعهم وقال: “لم أنهي بعد، وأنت يا صديقي كيف تتصور المستقبل بعد أن تصنع المصعد الفضائي بين الأرض والفضاء؟ وأين تحب أن تذهب؟ بالنسبة لي أود أن أعبر الفضاء بعلوم الكيمياء أنا وصديقي الكربون ماذا عنكم؟ 

سكت الجميع فرفع عمر يده وقال: “وأنا سألحقك أنا وصديقي النحاس” صفق لهم المدرس وأشاد بمستوى أحمد حتى جاء جرس الحصة معلنًا نهاية القصة.

المراجع: 

https://egyresmag.com/%d8%a3%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%a8%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9/

https://chemistrysources.com/%d8%a3%d9%86%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d8%a8%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9/

Authors

, , ,

اترك تعليقاً

انتقل إلى أعلى