أين يوجد النيتروجين؟ الجواب البديهي يوجد في الهواء والطبيعة، ولكن من أين جاء قبل أن يأتي إلى الطبيعة ويتواجد في الهواء؟ هذا ما يُنقب عنه العلماء لمعرفته.
النيتروجين من العناصر التي تدخل في الكثير من الصناعات اليومية وخاصه النيتروجين السائل.
ما مُعضلة مصدر النيتروجين؟
النيتروجين هو الغاز الأكثر وفرة في الغلاف الجوي والمكون الأساسي للهواء الذي نستنشقه، كما يوجد في الصخور، بما في ذلك الصخور البركانية داخل الكوكب.
حتى الوقت الحالي، من الصعب التمييز بين مصادر النيتروجين القادمة من الهواء وتلك القادمة من داخل الأرض عند قياس كمية الغازات الناتجة من البراكين.
يقول الكيميائي بيتر باري:
“عندما نقوم بأخذ عينه من الهواء للتحليل ومعرفه نسبه النيتروجين بها، فإن تلوث الهواء كان يحجب الكثير من التوقعات التي يُمكن من خلالها التفرقة بين نيتروجين الهواء العادي والنيتروجين الناتج من البراكين“
وبدون هذا التمييز، لم يكن العُلماء قادرين للإجابة على العديد من الأسئلة الأساسية مثل:
- أين يوجد النيتروجين بالتحديد؟
- هل نتج من تكوين الأرض أم تم تكوينه في الهواء لاحقاً بعد تكون الأرض؟
- لماذا يرتبط النيتروجين الموجود في الغلاف الجوي بالنيتروجين الذي يخرج من البراكين؟
كل هذه الأسئلة وأكثر كانت محل تسائل العديد من العلماء ومحط أنظارهم.
ما حل تلك المُعضلة؟
قام مجموعه من الباحثين في معهد “وودز هو” لعلوم المحيطات بالولايات المُتحدة بالتعاون مع مجموعه أخرى من جامعة كاليفورنيا والشراكة مع علماء جيوكيميائيين دوليين بتطوير أداة “جيوكيميائية“ جديدة للتعرف على أصل النيتروجين والعناصر الأخرى المُتطايرة في الغلاف الجوي الأرض.
قام ذلك الركب من العلماء بتحليل عينات من الغاز البركاني والمأخوذة من جميع أنحاء العالم بما في ذلك البراكين الموجودة في أيسلندا وحديقة “يلوستون” الوطنية بأمريكا.
وباستخدام طريقة جديدة لتحليل نظائر النيتروجين، قدمت هذه المجموعة طريقة فريدة لتحديد جزيئات النيتروجين التي تأتي من الهواء، والتي سمحت للباحثين برؤية تركيبات الغاز الحقيقية في عمق الأرض.
كشف ذلك في النهاية أن نيتروجين وشاح الأرض موجود مُنذ أن تشكل كوكبنا عند بداية نشأته، وهذا سيعمل على اكتساب رؤى جديدة وقيمة في أصل النيتروجين وكذلك تطور كوكبنا.
تُساعد هذه الطريقة الجديدة العلماء على فهم أصول العناصر المتطايرة على الأرض، إلا أنها قد تكون مفيدة أيضاً كوسيلة لرصد نشاط البراكين.
وذلك لأن تركيبة الغازات المنبعثة من البراكين تتغير قبل الانفجارات بحيث يُمكن تحليل مزيج نيتروجين الوشاح مع نيتروجين الهواء واستخراج أدلة تُشير للانفجارات التي ستحدث بواسطة البراكين.
تم دعم هذه الدراسة من قبل “مرصد الكربون العميق” ومؤسسة “ألفريد سلون” حيث ضم فريق البحث العديد من الباحثين والعلماء من عدة جامعات بالولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا وبريطانيا وأيسلندا.
بعد هذه الدراسة المطولة والتي نتجت عنها معلومات جديدة حول النيتروجين، فيُمكننا الآن تحليل ومُراقبة النشاط البركاني بشكل أبسط.
المراجع
- New geochemical tool reveals origin of Earth’s nitrogen، موقع “www.sciencedaily.com”، تم الاطلاع عليه في 25-8-2021.