سباق الطبيعة وتكنولوجيا النانو

الحلقة الخامسة: الحلقة الأخيرة

انتهى اليوم الدراسي ومعه الكثير من الأحداث؛ فقد قدم الطلاب أبحاث مذهلة ولكن لضيق الوقت لم يستطع البعض عرض أبحاثهم، فقرر المعلم أن يستكمل العرض غدًا لإعطائهم فرصة في إظهار مواهبهم.

قال عمر في اندهاش: “ما هذه العظمة يا صديقي! حقًا أبدعت ولكن قُل لي كيف كتبت وألفت هذه القصة الشيقة؟ “.

ابتسم أحمد قائلًا: ” استلهمت كتاباتي من برنامجي المفضل، وبحثت على الإنترنت، ولا أنسى فضل أمي وأبى في ذلك التنسيق المذهل لم أصدق أنني قدمت ذلك! “.

“من رأيي أنت يجب أن تكون معلمًا أو روائيًا، يا فتى ألم ترى نفسك وأنت تتحدث أمام زملائنا؟ كنت مسيطرًا على جميع الحاضرين بمن فيهم المعلم، حقيقةً كنت مذهل يا أحمد! ولكن ألم تكن تريد أن تصبح عالم أحياء لماذا غيرت رأيك وأردت أن تصبح باحثًا كيميائيًا”، قال ذلك عمر وهو يرفع حواجب الشك.

” أشكرك يا صديقي سررت كثيرًا؛ لأنه نال إعجابك” ثم أكمل أحمد: ” لقد استمتعت كثيرًا بالكيمياء واكتشفت أنه علم لا يمكن الاستغناء عنه، كما أننى عرفت أن هناك فرع يسمى علم الكيمياء الحيوية، وهو يجمع بين علمي الكيمياء والأحياء فلن أترك الأحياء أيضًا أريد أن أتخصص في شيء يجمع هذان العلمين العظيمين، أنت تعلم أن صديقك مدمن تعلم”.

بينما قال عمر بنبرة طفولية: ” الآن سوف أسهر وأذاكر حتى أصنع شيئًا خارجًا عن المألوف مثلك، ولكن عن صديقي النحاس، ولا أشعر بالسوء يومًا لأن أمي لن تسمح لي بلعب كرة القدم حتى أنهى كل واجباتي، وكذلك القصة يا له من يوم شاق! “.

فضحك الصديقين وودع أحمد صديقه وذهب للبيت ليقص على والديه ما حدث وفرح الوالدين كثيرًا بما قدمه أحمد.

في اليوم التالي أبدع عمر في تقديم بحثه، ولكن باستخدام عرض تقديمي وصور متحركة وأعجب المعلم كثيرًا به وكذلك الطلاب وصفقوا له بحرارة.

تشاور الصديقين أثناء سيرهم فقال أحمد لعمر: “ما هذه العظمة كأنك رجل أعمال يشرح دراسة جدوى لمشروع مصنع نحاس وما الفوائد العائدة منه”، فقال عمر: ” لا لن أصبح رجل أعمال سوف أغدو عالم كيميائيًا أولًا ومن ثم بكل يسر سأصبح رجل أعمال شهير”.

جئت الساعة السابعة وبدأت الحلقة والكل متشوق لسماع ما هو الجديد خصوصًا أن اليوم هو يوم النحاس وتطبيقاته النانوية، كما أن أحمد عرف من اليوتيوب أن هذه هي الحلقة الأخيرة فرفض مشاهدتها وقرر انتظار إخوته ووالديه لقضاء أمسية ممتعة فمن حسن الحظ أنه يأتي يوم الخميس وغدًا الجمعة عطلة.

أهلًا بكم أصدقائي كيف حالكم؟، لقد وصلنا إلى المحطة الأخيرة في طريق رحلتنا معًا في برنامجكم المفضل، ولكن ليس طريق رحلتكم في اكتشاف أعماق العلم وثناياه، فالعلم ليس بحرًا بل محيطًا من الخفايا والعجائب التي بمساعدتها يُفهم العالم، وتنكشف أسرار الكون، وتهيئ لنا حياة أكثر فائدة ومرونة، ليس للبشرية فقط بل للعالم أجمع.

إن تطبيقات النحاس ستكون مفيدة لفئة واسعة من العلماء العاملين في مجالات تكنولوجيا النانو والهندسة الكيميائية والكيمياء العضوية والكيمياء غير العضوية.

الجسيمات النانوية موردا غنيًا للعمليات الكيميائية المستخدمة في الصناعة ولها أيضًا تطبيقات في مجالات متنوعة، بما في ذلك التصنيع الكيميائي والتطبيقات البيولوجية والتكنولوجيا البيئية والهندسية.

فعلى سبيل المثال: تلعب جسيمات النحاس النانوية دورًا مهما في البصريات والإلكترونيات والمجالات المضادة للميكروبات.

النحاس هو من المغذيات الأساسية للنباتات ومازال يُستخدم على نطاق واسع في التطبيقات الزراعية، وهو عنصر أساسي في جميع أنسجة الجسم فهو مهم مثل: الجلوكوز، ومطلوب لسلامة القلب والأوعية الدموية، وتشكيل العظام، والعمل مع الحديد لتوفير تخليق خلايا الدم الحمراء

ولكن النحاس له بعض الآثار الخطيرة إذا زادت الكمية عن الكمية المطلوبة، فقد يسبب تأثيرات سامة مثل: تثبيط عملية البناء الضوئي، وتعطيل العمليات الكيميائية الحيوية في النباتات، ويمكن أن يتسبب وجود فائض من النحاس في تلف الكبد وأعراض مختلفة في الجهاز الهضمي، مثل التشنجات أو الإسهال أو القيء أو آلام البطن.

وبفضل تطبيقات تكنولوجيا النانو المبتكرة استطاعت تقليل الآثار الضارة وتحسين فعالية الجسيمات النانوية النحاسية، والآن يسعى العلماء لاستكشاف تطوير نانو النحاس وجعله صديق للبيئة قابلة للتحلل وغير سامة.

في نهاية حلقتنا أحب أن أشكر زملائي القائمين على هذا العمل جعله الله خير لأمتنا وسبب في تقدم ابنائنا وبلادنا، نلقاكم إن شاء الله قريبًا في سلسلة أخرى وعلم جديد.

انتهت الحلقة وحزن أحمد كثيرًا ولكن عزم الأمر أن يكمل المسيرة ويصبح باحثًا كيميائيًا بيولوجيًا، ومن ثم عمل بشكل شخصي على سلسلة خاصة به بالاستعانة بصديقه عمر، وأنتم كذلك ماذا قررتم؟ هل ستتسابقون معنا في سباق الطبيعة والتكنولوجيا!